Skip to main content

ألوان - حدث الكتابة : 1 - ذات الرداء الأحمر

 

كنت طفلة صغيرة

وكلما طلب منى واقرانى الاختيار كنت اختار دائما الموف واحيانا قليلة الوردى

وفى كل مرة كانت بنتان او اكثر تختارا الأحمر

كنت اتساءل دائما عما يجذبهم فى هذا اللون المزعج

مرت بعض السنوات

وبدأت أصير يافعة

غلب على ملابسى الطابع المظلم

كنت أفضل الأسود لانه يصيرنى أنحف انشات قليلة

ولانه يضع لمحة غموض على الوجه والعينين

فى تلك المرحلة كان الرمادى

وعلى النقيض كان أكثر الالوان غلبة على ملابس أمى

هو الأحمر

إعتدت منذ صغرى على جمال أمى

وتميز مظهرها

ولم اكن ادرك وقتها الفروق بين الالوان واثارها

ولكن فى بداية نضجى أو بالاحرى أواسط مراهقتى

هالنى الفارق بين ملابسى وملابس أمى

التى تهتم بجميع تفاصيل ما ترتديه ليظهر كم هى جميلة وكم تحب جمالها هذا

وبما لا يتناقض بالطبع مع الحجاب الشرعى والاحتشام

كانت تعرف كيف تستعين بالأحمر ليدخل فى جميع الأشياء بدءاً من سكارف صغير وحتى القطع الاساسية

فى ازياء العمل

وازياء ما بعد العمل

فى كل مجال كان الأحمر يطغى على كل شىء

وكنت أسالها دوما

أليس من المحرج ان يكسى الشخص نفسه بلون يجاهر بوجوده

ويصرخ مشيرا لنفسه

أليس سخيف ان نرتدى الوان تضىء بهذا الشكل القاسى

كنت اعتبره فج جداااااا

........................................................

مرت السنون

وتبدل الحال حتى اطلق على بعض الاصدقاء المقربون " ذات الرداء الأحمر " وتعجبت كثيرا من هذا التغيير

كيف صرت أعشق الأحمر بهذا العمق

لماذا صار عندى من كل موديل بخزانتى قطعة حمراء

كيف اصبحت اليوم أرى الأحمر  هو اعتراف ضمنى من البنت بعشقها للحياه

ورغبتها فى الظهور وفى طغيان وجودها على كل شىء

عرفت اليوم أن الأحمر هو عنوان ثقة الفتاة فى نفسها

هو ما ينثر علامات الأستفهام التى أحبها دائما حولى

وهو دائما الدعوة المغلفة بالصد

هو الشىء وضده

هو اغنية حب صريحة يكللها الصمت

هو يضع جمال المرأة فى إطار عتيق صريح  غير مكترث بالباوندات الزائدة على جسدها

هو انفجار يخرج من داخلنا ويكسى ملابسنا

او هو مرادف الدم الذى نخشاه فنبقيه قريبا منا لنألفه

ولكنى لا  اعلم لماذا تخطى عشقى للاحمر ملابسى

وخرج على ديكور بيت الزوجيه

فملأ معظم جدران الريسبشن به

وبعد اصرارى واعتراض زوجى

تم تركيب المطبخ ايضا باللون الأحمر

فضلا عن قطع الاكسسوار على الحوائط واشياء متعددة فى ارجاء المنزل

وكلما زارتنى أمى ذكرتنى بموقفى القديم المتعنت من هذا اللون

وكم صار اليوم طاغى على ديكور بيتى وعلى خزانتى

حقا ان الانسان يتبدل بين عام وعام
وحقا ان الالوان هى اكثر ما يعبر عن هذا التغيير

...................................

ضمن فعاليات الايفينت التدوينى ( ألوان - حدث الكتابة

Comments

Radwa Ashraf said…
الأحمر .. هو بالنسبة لى مينفعش يكون غير لون أنثوى صارخ!
هو لون لكل فتاة .. لون القوة و الحيوية
لون جميل جدا .. كما هذه اتلدوينة جميلة جدا
نهر الحب said…
هو اغنية حب صريحة يكللها الصمت
:))

انا شايفة الاحمر لون الحب
ديييييييما

اكيد الانسان بيتغير من وقت لوقت
:))

شرفني معرفتك
hanan khorshid said…
ميرسى خالص رضوى
فعلا هو لون القوة والحيوية والمواجهة
نورتى مدونتى جداااا
.............
نهر الحب
ميرسى على الزيارة ولمشاركة
عشان كدا يوم الفالنتين بتبقى الكرة الارضية كلها مكسوة بالاحمرار
(:
Unknown said…
"حقا ان الانسان يتبدل بين عام وعام"

تصدقى انا كمان مكنتش بحب اللون ده

وانا صغيرة بس حبيته لما كبرت بجد

:)

Popular posts from this blog

فوبيــا اللــوبيـــــا

فوبيا الأماكن المرتفعة فوبيا الحشرات السوداء فوبيا الظلام فوبيا الزلازل فوبيا الأماكن المغلقة فوبيا الزحام  فوبيا الأشياء الصغيرة المتجمعة أو المتلاصقة  كالثقوب أو النتؤات ( ودى أسوأهم بالنسبة لى ) معرفش ليه   كفوبيا اللوبيا وحرف (W) لما بيتكتب كابيتال على الكيبورد عدد متلاصق منه كمان زى شكل قطاع عرضى من البصلة متعددة القلب وكشكل بيت النحل وحبيبات الجير فى إعلانات كلوس آب فوبيا عدم القدرة على الإنجاز فوبيا مواجهة الجماهير أنوااااااااااااع كتيييييير تشعرنى بالعجز التام وعدم القدرة على المواجهة أكثر ما يثير استغرابى فى موضوع الفوبيا ده انه ممكن يكون وراثى غريب أن فى أنواع  أخدتها من أمى الأغرب  أن فوبيا مش مشهورة زى فوبيا الأشياء المتلاصقة دى موجود فى اسرتنا بأكملها رغم ان فى ناس ميعرفوش عنها حاجة .... الأغرب تحكمها فى أعصاب الأنسان وإفقاده أى حركة للمقاومة فى بعض الأحيان قد يكفى صرصار واحد لإصابتى ب هارد أتاك !!! لا استطيع أيقاف الصراخ والبكاء والرعشة إذا تأكدت من أنه بيطير (وهو غالبا بيطير ) ما يؤكد لى

رسالة الى إمرأة وردية اللون

إليك يا سيدة كل الأزمنة   يا حنين الأمس ... ومرارة الحاضر .... وغموض الغد اكتب الى امرأة سمراء، حزينة العينين ،تغزل ضفائرها السوداء اليك اتيت مهشمة النفس ... مظلمة القلب ابحث عن عمر ضاع فيكِ  واشيع احلام ماتت على اعتابك ابحث بين حناياك عن مفاجأت قد تخبئها الأيام ولكنى اعرف ان عصر المفاجآت قد ذاب بين دفات الرواية القديمة  التمس منهم الأمل ... ولا اجد بحقائبهم سوى اليأس والفراغ  نفيق فى صباح جديد  على اصوات مألوفة   نرتاد الأزقة العتيقة  لنرى بسمات دافئة فى صباح شتوى غائم  سنواتنا المحفورة على جباه المقاهى قد يحملنا الحزن فى سيرنا لكن تجمعنا الفة الارض.. والوطن.. وشمس تشرق من جديد ............................. حنان خورشيـــد مصـــــر جدارية : أدون وطنى  

مراوغة

قادما؛ يتلمس الغريب خطواته علي أثر الضوء المنبعث من البيت •••• في الشرفة أقف حائرة؛ أحثه علي الخطو ؟؟ أم أغلق الضوء ليرحل ؟؟ ***