Skip to main content

Posts

Showing posts from April, 2014

ومضة

يتراصون فى المصعد الكهربائي بترتيب كما لو كان محدد مسبقا يصطفون بزاوية عمودية على الباب لانهم ادركو فى الطابق الثانى بان هذا يوفر مساحة  اكبر ويؤخر صوت الصافرة اكثر كمحاولة للاحتيال على حساسية ميزان المصعد  كلما  توقف المصعد فى احد الطوابق يدلف شخص او شخصين ياخذون مواقعهم المحددة سلفا فيزداد عدد الصفوف وتنضغط الجدران  يقل الاكسجين بل يكاد ينعدم تماما  يتحدث احدهم  لصديقه او لعامل المصعد بمزحة بائسة يضحك المحيطين مجاملة فيسحبون الهواء الباقى  انضغط اكثر واكثر فى  الحائط المعدني لاحافظ على السنتيمترات التى تفصلهم عني وصديقتي ... اعافر كثيرا لرؤية الشاشة الديجيتال التى بالكاد تتخطي طابق بعد طابق  وكأن ثقل الانفاس يعيق ارتفاع المصعد اختلس النظر لرؤوسهم التى يوجهونها لاعلى او للمروحة المثبتة اعلى الجدار المواجه محاولين عبثا سرقة هواء زملائهم يبتسم احدهم في شروده والذى كما يبدو  ورده خاطر سعيد ..  يقطب اخر جبينه  لمشكلة ما  ... قد تكون خلاف مع رئيسه او زوجته ...  يسافر كل منهم عالمه فى تلك الدقائق المعدودة تتسع الفجوة التى في روحي

اعترافات ليلية 1

لم يكن لقضائى ساعات اليوم بين اعمال التنظيف والالتزامات المنزلية الاسبوعية علاقة بتاجيل وقت الطهى إلى الحادية عشر مساءا !!    فقط انى قد اكتشفت مؤخرا أنى أحب رائحة الطعام عندما تنطلق فى ارجاء الدار ليلاً   اجدها تضفى على البيت جوا ً حميمياً رغم التزامى نظام غذائي قد يعيق تناولي أغلب ما  اقوم بطهيه لكنها الرائحة الدافئة فقط والسخونة المنطلقة من لهب الموقد على وجهيي احيانا أكاد أرى أبخرة الحساء تخرج من اوانيها وتمشى فى الرواق لتصل كل من بالبيت تطبطب عليهم بحنو وتمنحهم السكينة  هو ما يشعرنى بالحياة .... تماما كظبط الراديو على إذاعة القرآن الكريم وتركه على  مدى ساعات اليوم رغم عدم وجودى قربه أغلب اليوم ... شعورى بالطمأنينة لاصوات عبد الباسط والمنشاوى ...  اصوات المبتهلين االتى تنقل الاذاعة امسياتهم واحتفالاتهم بث مباشر فى ساعات الليل المتأخرة تملؤنى شعور  بالونس ولا اعلم تحديدا متى بت أجتر الحميمية والونس من اشياء غير مباشرة ... متى صار الدفئ يأتى من الروائح والاصوات :( تؤلمنى اكتشافاتى المتأخرة ... انى صرت اعلم اليقين وابتعد عنه بلا مبالاة مصطنعة او ان المسارات با