لم يكن لقضائى ساعات اليوم بين اعمال التنظيف والالتزامات المنزلية الاسبوعية علاقة بتاجيل وقت الطهى إلى الحادية عشر مساءا !!
فقط انى قد اكتشفت مؤخرا أنى أحب رائحة الطعام عندما تنطلق فى ارجاء الدار ليلاً اجدها تضفى على البيت جوا ً حميمياً رغم التزامى نظام غذائي قد يعيق تناولي أغلب ما
اقوم بطهيه لكنها الرائحة الدافئة فقط والسخونة المنطلقة من لهب الموقد على وجهيي
احيانا أكاد أرى أبخرة الحساء تخرج من اوانيها وتمشى فى الرواق لتصل كل من بالبيت
تطبطب عليهم بحنو وتمنحهم السكينة
هو ما يشعرنى بالحياة .... تماما كظبط الراديو على إذاعة القرآن الكريم وتركه على مدى ساعات اليوم رغم عدم وجودى قربه أغلب اليوم ... شعورى بالطمأنينة لاصوات عبد الباسط والمنشاوى ...
اصوات المبتهلين االتى تنقل الاذاعة امسياتهم واحتفالاتهم بث مباشر فى ساعات الليل المتأخرة تملؤنى شعور بالونس
ولا اعلم تحديدا متى بت أجتر الحميمية والونس من اشياء غير مباشرة ...
متى صار الدفئ يأتى من الروائح والاصوات :(
تؤلمنى اكتشافاتى المتأخرة ... انى صرت اعلم اليقين وابتعد عنه بلا مبالاة مصطنعة
او ان المسارات باتت جلية امامى و لم أقو بعد على بدء الخطو
الهوة بين ما يحدث وما يجب أن يحدث باتت عميقة
والمسافة بين نفسي ونفسي زادت اتساعاً
يتردد فى رأسي صدى كلمات قذفتها أمى على مسامعي من عدة أشهر ... اتهمتنى فيها بمعالجة امور حياتى كردود فعلى مع الصداع ... سردت شيئا عن اعتيادى المسكنات كبديل لطرقى على أبواب الأزمات ... ولا تعرف امى انى لست خائفة ...انى فقط مترددة جداااا افكر فى القرارات لسنوات بالفعل .... ثم احسم الامر فى دقائق معدودة بدون تفكير ..... اطمئن نفسي دوما بانى اقتربت من الحافة .... حافة كل شئ لذا فان الحسم آت لا محالة ... لذا اذكر نفسي دوما بانه لا داعى الآن للصداع اليومى وغصة الحلق .. واطمئن قولونى المتهيج بان ساعة الصفر اقتربت ..... واننا سنكتفى الآن بالبهجة التى تصنعها الابخرة الشهية والونس الاتى من موشحات النقشبندي
******
فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي, بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي. فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا, إذا فكرت في ندمي عليها عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي
*********
الكادر من الفيلم الرائع بريدجز اوف ماديسون كاونتى للمدهشة ميريل ستريب
Comments
بدون اى صعوبات