أحكى عن إمرأة تجيد صنع الفرحة
وتحترف الحرب مع الأيام
لتخرج لنا بحياة كأفضل ما يكون
إمراة لا تتننازل بسهولة
يكفى عنادها ليصنع عالم كامل من الأطفال الطيبين
فتقضى أيامها كمخرج محترف
يخشى فشل أى عنصر من عناصر فيلمه
فتنسى أيامها وتذكر فقط رسالتها الأهم ...رسالة الفيلم الافضل بكل المهرجانات
تغزل فى كل ليلة أحلام جميلة
وحكايا ملونة لتجعل كل يوم أفضل
تترك لنا أكتافها لنصعدد عليها ونطول السماء
فنجمع النجوم فى راحتها الفسيحة
حين تغفو يسكن الكون فى انتظار يقظتها
وحين تفيق تعود الألوان للوحة المعتمة
حين تغيب تضرب الأرض القسوة والوحشة
وحين تعود يصير العالم وسادة حريرية دافئة
فى جعبتها دائما حلول لكل المعضلات
وراحة من كل المنغصات
كساحر بارع تخرج الحمائم من فتحات ثوبها عندما تتثاءب
وترسل أناملها لتمسح على رؤوسنا حين نكون بعيدين
هى من علمتنى أبجدية الحلم والحب والإصرار
وأن الدنيا لن تأتينى بما أريد
وأنا هناك على طاولة الانتظار
أمى جميلة كثيرا وحنونة كثيرا
وضعت أحلامها وحريتها وسنواتها فى صندوق قديم وقذفت به فى أعماق البحر
تحيا أيامها فى أيامنا
وتعيش فرحتها فى سعادتنا
أمى التى عاهدت نفسى قديما أن أنذر عمرى لسعادتها
لم أهديها اليوم وأن على مشارف الثلاثين
سوى باقة من اليأس والإحباط والقلق
لم أهديها الاحلام التى انتظرتها طويلا
ولكنى أهديها دائما دمووووع وحنق على كل ما حولى
أمى التى أنتظرت معى أحلى ما في الحياة
أرسل لها فى كل صباح دون أعى
طاقة سلبية تكفى لتدمير بلدة بأكملها
.....................
أعذرينى يا أمى فأنت من جعلنى أعتاد أن أشكو لكى النفس الذى خرج غير منتظم
والهواء الذى مر باتجاه آخر
وانتى من جعلنى لا ارى سواك ملاذا
كل سنة وانت بألف خير وصحة وحب
وحمولة كما أنتى دائما ....
Comments
وكل امهاتنا بخير ان شاء الله