شاهدت اليوم العرض الرائع " جنينة الأسماك"و فوجئت بعمق العمل
بعد كل ما نشر عن آراء الجمهور و النقاد و انسحاب الأبطال أثر ذلك من العرض الخاص
و تعجبت من ورود تلك الأحكام بعد أيام قلائل من العرض
و ذهبت و معى خلفية بسوء مستوى الفيلم و تفككه و لكنى فوجئت بعمق رسالة العرض و هو لا يتنافى مع كونه لا يعبر عن جسد كامل كما أعتدنا فى الفيلم و الرواية المصرية مما عاد بنا لأفلام يوسف شاهين
فالحبكة الدرامية و وجود الشكل التقليدى للعقدة و الحل
ليس شرطا ً أساسيا لنجاح العمل .
فالفيلم يقدم صور نفسية مختلفة من مجتمعنا ليس هناك علاقة بين معظمها
و إن كان العامل المشترك بين الجميع
هو الأغتراب و التوحد الذى أصبح السمة الرئيسية المميزة لمجتمعنا
والعامل المشترك بين البطلين هند صبرى و عمرو واكد
هو هروب كل منهم من غربته إلى سماع أو التلصص على آلام الآخرين
هى من خلال البرنامج الذى تقوم بإذاعته ليلا
و هو من خلال إستماعه إلى مرضاه تحت تأثير البينج و الجولة حول جنينة الاسماك التى يذهب اليها راغبى الابتعاد عن الأعين و يعتبر الماستر سين
مكالمة د / يوسف
للبرنامج الخاص بها
اللى حاول فيه د/ يوسف فهم حقيقتها و وحدتها
و اختفائها ورا قناع
و سؤالها له عن سبب عدم دخوله الى جنينة الاسماك
و يظل المشهد الأجمل فى العمل هو بكائها عند مشاهدة الشقة التى تعنى بتاجيرها محاولة لتغيير رتابة حياتها فى استقلالها بعيدا
و ان كان المبهم فى العمل اتجاه النهاية التى احتملت بعدان
اما بوجود كل منهم ضالته فى الآخر بعد ان مسحت عن وجهها مكياجها الثقيل و ذهب هو إلى شقته التى لم يجد استقراره بها
أو بكون كل منهم علامة استدلال فى طريق الآخرفقط
و يبقى الفيلم علامة مميزة جداا فى حياة كل من هند صبرى و عمرو واكد الفنية و ان فشل جماهيريا
لروعة آداء الابطال و منهم باسم سمرة
و صدق السرد و الأحساس رغم قلة الكلمات و انتشار التعبيرات الصامتة على مدى الفيلم
و تناغم كل هذا مع الظلام المحلق فى أجواء الفيلم
و يظل التعبير الأكثر إيضاحا ً
أن الفيلم يضعك فى مواجهة مع نفسك
ايا كانت توجهاتك النفسية
أو شخصيتك أو المشاعر المسيطرة عليك وقت المشاهدة
Comments
عشان كده أنا متوقعه حلو
أنا هشوفه قريب ان شاء الله
عموما النجاح الجماهيري وعدمه مبقوش مقاييس لفنية الفيلم وطبعا ده مش كلام جديد من عندي يعني دي بقت حاجة معروفة جدا وبديهية
المشكلة هي الرفض للتجديد
يعني لو الفيلم مش ماشي على منهاج معين تقليدي ببداية وذروة ونهاية وترابط كامل ودراما تصاعدية يبقى خلاص اتحكم علي بانه فيلم سئ
ودي بقت مشكلة والأخطر إن نقاد كمان كتير بيحكموا على الأفلام بمقاييس قديمة جدا وميعترفوش بمساحة الحرية للمبدع اللي من حقه يجرب ويطور فيها براحته تماما
والمفروض الحكم في النهاية في رأيي يكون طبقا للشروط اللي وضعها المبدع لنفسه والتي تُفهم من سياق العمل الإبداعي وخصوصية كل إبداع هي أجمل ما فيه
بس ده مش مشكلة جهل لأن للأسفق ناس كتير رغم كونهم معترفين بوجوب التحديث و تقديرهم للأعمال الناجحة دون الأنتباه لموضوعيتها
نسبة منهم برضه مش مقتنعين بالفيلم لاسباب غبية زى مثلا ان الحوار منعدم
او ان المفروض كان اللقاء يتم بين البطلين بدرى شوية!!!!
عموما انت هتفهم كلامى لما تشوفه
و ارجو انى اسمع رايك بعد المشاهدة ايضا
و مرسى لتشريفك
كلهم قالوا ان افلام شاهين مفهومة اكثر من هذا الفيلم
لذلك أهنيك على فهمك له
وياريت حد يشرح لنا