فى سلسلة من الإحباطات المتتالية أحيا وأحاول الهرب من تلك القوة الهائلة التى تجذبنى نحو القاع فأتملص حينا وأهرب نحو السطح وأفشل أحيانا كثيرة أتمنى المكوث فى الأعلى لأتنفس بعمق وأنام فى سلام ولكن يأبى الهواء الدخول إلى رئتى وإمتاعى به وتأبى الأحلام السخيفة والكوابيس الطويلة تركى ويأبى الإنقباض القائم دائما ً فى صدرى أن يدعنى أغمض عينى و وعيي فى امان لذا إستسلمت إلى إنقباضى وإلى التنفس الطبيعى الذى صار لا يتاتى سوى مرة أو مرتان فى اليوم وفى نومى استسلمت إلى سقوطى المتكرر من أماكن شاهقة الأرتفاع وإلى سلالم ضيقة جدا على اجتيازها صعودا وهبوطا وإلى سيارات أقودها او اجلس بها تظل تتلوى بشتى الأتجاهات فى الهواء كالأفعى وفى واقعى أستسلم لأقرب الناس إلى وهم يدفعون بى نحو الهوة وهم يثيرون فى كل تلك الآلام واقف مكتوفة الأيدى لأشاهدهم يكسرون أحلامى ويتركون ايامى خاوية وهم ينزعون الفرحة من الأحداث السارة التى انتظرتها طويلا فاسقط رغما ً عنى فى دائرة الإكتئاب اللعينة وتبدأ مراسم التكور على الذات فأكره كل ما أحبه وأبعد عن أصدقائى وأهرب من الهاتف حين يعلن أسمائهم وأتحاشى الحوارات الجماعية والصدف فى الشرك...
الجميلات هُنَّ القويّاتُ [يأسٌ يضيء ولا يحترقْ